القائمة الرئيسية

الصفحات

طيور بني يازغة : بين التناقص والإنقراض - أحمد المباركي


طيور بني يازغة : بين التناقص والإنقراض - أحمد المباركي


إلى وقت قريب كانت بني يازغة تعرف تواجد الكثير من أنواع وأصناف الطيور منها المقيم كالزاوش والقوبع، ومنها المهاجر كبلارج وتافليلست والورام... تلك الطيور منها ما كان محبوبا ويحظى باحترام الصغير والكبير بل منها من كان يحمل لقب الشريف والشريفة، ذلك النوع المحبوب كانت تنسج حوله حكايات وحكايات تجعل الكل يهابه ولا يفكر حتى في الاقتراب من أعشاشه خصوصا وأنها كانت في المتناول خصوصا تلك التي كانت تعشش داخل البيوت...

ومن تلك الطيور من كان منبوذا ومكروها وكانت تنصب له الفخاخ والمصائد بل حتى أساليب التمويه ك«الخيال» بالنسبة للزاوش عدو الفلاحين، وعلى مايبدو فسبب عدواة الساكنة لبعض الطيور يرجع لاعتمادها في نظامها الغذائي على الحبوب بشكل كامل، عكس باقي الطيور صاحبة شعار «اترك الحب تنحب» والتي كانت مصادر غذائها متنوعة. والطيور المنبوذة غالبا ماكانت تبني أعشاشها في أماكن يصعب الوصول إليها كأشجار الزيتون الباسقة أو ثقوب المنازل المرتفعة لذلك كانت أعدادها دائما في تزايد مستمر (الزاوش نموذجا).

ومن أبرز الطيور التي كانت تؤثث فضاء القبيلة أذكر على سبيل المثال لا الحصر :
سيوانة، بلارج، طير الحر، طير ابقر، الغراب، مزيوقة، شرقراق، بوحجر، مشقر، مسيسي، النقادة، حمير السدردر، ذكور الله،  العقاب، موكة، الرخامة، بريطل الشوك، بوفسي، منيقب الذبان، الزاوش، القوبع الطريس، الحجلة، زريزر، الحديد، الصفير، عتروس الليل (عتروس الغابة)، طاب، طياب الباكور، ابرور، الورام، الصعو، عمي لحسن، طير الليل، طيكوك، دجاج الما، تقابت لعواد، بليامون، بوعميرة، تلاف السراح ...
 
اليوم معظم  تلك الطيور اختفى وأصبح مجرد ذكرى، نعم اختفى كما اختفت الكثير من الاشياء الجميلة والتي أصبحت في خبر كان... وعلى العموم يمكن اجمال أسباب  التراجع الكبير في أعداد وأنواع  الطيور داخل القبيلة في :
  • التحولات المناخية المتسارعة والتي كان من نتائجها قلة التساقطات خصوصا الثلجية مما أدى إلى جفاف كل المناطق الرطبة والضايات داخل القبيلة والتي كانت تشكل أماكن لاستراحة وتجمع الطيور المهاجرة  بل حتى المقيمة، (العيون بالزاوية نموذجا).
  • جفاف معظم العيون والمنابع المائية واختفاء السواقي  والتي كانت مصادر لشرب وتبرد الطيور ... ذلك الجفاف أسبابه مناخية وبشرية!!!
  • التراجع الكبير  للغطاء النباتي البري واجثاث أو اختفاء العراصي والجنانات والبساتين (البيوbio) والزروب والسهوب والتي كانت تشكل مجالا خصبا لعيش الطيور... اليوم كل شيء أصبح مكشوفا!!!
  • الاستعمال المفرط للمواد الكيماوية والمبيدات والمواد السامة  في القطاع الفلاحي هو الآخر له نصيب في أزمة الطيور.
  • الصيد الجائر لبعض الطيور وهنا أخص بالذكر طائر «مزيوقة» الذي أصبح يُصطاد بالشباك والكولة وبأعداد كبيرة بل يُهَرب ويباع دون حسيب ولا رقيب رغم وجود قانون يحميه... اليوم هو الآخر أصبح مهددا بالانقراض من البرية إن لم  يتم التدخل لوضع حد للتهافت الكبير على صيده.
 
والصورة  تغني عن التعليق وهي من أرشيف السي أحمد سعد «عزيزي مول البيكالا» وهي  تخص المنطقة الرطبة المسماة «العيون» والتي هي الاخرى أصبحت من  الماضي ...

 

تعليقات