القائمة الرئيسية

الصفحات

دوار أولاد امبارك بين الماضي والحاضر - أحمد المباركي



دوار أولاد امبارك : بين الماضي و الحاضر


سمي دوار أولاد مبارك بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسه امبارك الذي تجمع مختلف الروايات أنه كان من بين المرافقين لدفين ومؤسس زاوية بوكرين وذلك خلال القرن السادس عشر، ذلك القرن الذي عرفت فيه الزوايا ازدهارا وتطورا كبيرا ولعبت فيه ادوارا محورية وهامة في جميع النواحي والمجالات، وقد اختلفت الروايات حول علاقة امبارك بدفين الزاوية، بين قائل أنه كان عبدا له وهذا احتمال ضعيف ويسهل تفنيده لأن العبد يورث، ويباع ويشترى وامبارك بمجرد وفاة دفين الزاوية غادر ليستقل بذاته ويؤسس حياته الخاصة ...  

وبين قائل أنه كان أحد خدامه أو اتباعه وربما مريديه وهذا احتمال يمكن القبول به تبعا ونظرا للحياة الخاصة والعامة لشيوخ الزوايا آنذاك وحاجتهم للأتباع والانصار الذين كلما كثرث اعدادهم ازدادت شوكتهم وتعاظمت هيبتهم سواء أمام المخزن أو القبائل أو المنافسين ... ومما يبين حظوة امبارك لدى سيدي امحمد بوكرين إشارة رواية شفوية تروى أبا عن جد تشير أن «السيد» ترك وصية يمنح بموجبها ثلث تركته للسيد امبارك ...

المهم أن امبارك انتقل من الزاوية ليكون حياته الخاصة ويضع اللبنات الأولى للدوار الذي سيحمل اسمه إلى اليوم وقد اختار له مكانا مرتفعا طلبا للأمن على غرار باقي الدواوير وكما كان متعارف عليه.

والملاحظ ان اجود ومعظم الاراضي التي تمتلكها ساكنة الدوار توجد في اتجاه الزاوية حيث توجد على خطوط التماس أو تتداخل مع اراضي الزاوية كزمزم، الحوط، عيون الطلبة، دار لمطارة... وغيرها.

بعد وفاة امبارك خلف ثلاثة أبناء:
  1. عبد الكريم وهو الجد الأعلى لمعظم ساكنة حي «أحراش» التي تتشكل في غالبيتها العظمى من أولاد لمحرحر + أسرتين يرجع نسبها إلى أحمد بن امبارك.
  2. أحمد وهو الجد الاعلى لمعظم العائلات التي تسكن بما يسمى «الجهة د رحو» و«تيبي» وأساسا العائلات التي تحمل اسم رشيد والخلوقي والمرضي أو اولاد عبد الخالق...
  3. امحمد وهو الجد الاعلى لمعظم العائلات القاطنة بحي «تاوريت» ذلك الحي الذي عرف توافد واستيطان مجموعة من العائلات القادمة من دواوير اخرى والتي تربطها علاقة المصاهرة مع عائلات محلية والملاحظ أن تلك العائلات اندمجت وانصهرت مع ساكنة الدوار بشكل كامل.

كما عرف الدوار هجرة الكثير من الأسر منه سواء نحو الخارج أو نحو بعض المدن المغربية وحتى نحو بودرهم والمنزل وهذا ما يفسر وجود الكثير من البيوت المهجورة والتي انهار بعضها والبعض الاخر آيل للسقوط...

الدوار اليوم لم يعد يقطنه إلا حوالي أربعين أسرة تشتغل على الفلاحة المعاشية والرعي رغم قلة القطعان ومحدودية اعدادها وبالنسبة للتمدرس الكل يرسل أبناءه للمدرسة ونسبة الهدر المدرسي اليوم ضعيفة جدا عكس ما كانت عليه قديما ...

على غرار باقي الدواوير فقد اختفت منه الكثير من مظاهر التضامن التي كانت سائدة ك«الدولة» و «المداولة» و «التويزة» وغيرها من مظاهر التعاون والتآخي والتآزر فاقتصاد السوق غزا كل البيوت والمبدأ المتداول كل شيء بالمقابل وكل شيء قابل للبيع والشراء (الحليب اللبن...) (ارتفاع التكاليف وغلاء العلف كمبرر...).

كما أن الانتخابات قد احدثث شرخا واضحا داخل الدوار وذلك على غرار باقي الدواوير وخاصة منذ سنة 1993 حيث اصبح الدوار دائرة مستقلة والتنافس يتم بين مرشحين من داخل الدوار نفسه عكس ما كان عليه الوضع قبل تلك السنة. وهكذا تطفو الصراعات إلى الوجود كلما حل موعد انتخابي خصوصا الانتخابات الجماعية.

بالنسبة للبنيات التحتية فالدوار مرتبط بشبكة الكهرباء منذ زمن طويل، أما بالنسبة للماء الشروب فالشبكة وصلت إلى الدوار منذ التمانينات حيث كان ربط المنازل غير مكلف حيث يكفي أن تدفع ثمن القنوات والعداد لأن التسيير كان من طرف الجماعة، أما عندما انتقل التسيير لoneep فقد أصبح الربط مكلفا جدا وأرهق كاهل الأسر التي تأخرت في ربط منازلها بالشبكة ...


الدوار يتوفر على مسجد أعيد بناؤه في التسعينات كما أن معظم ازقته قد تم تكسيتها ب«البوطون» أما الطريق فقد تم تعبيدها قبل بضع سنوات والدوار مربوط بشبكة الهاتف المتنقل أما بالنسبة لشبكة الواد الحار فلا زال التصريف يتم بالطرق التقليدية المعروفة «الحفرة» «المجاري»... والمأمول هو التفاتة من الجماعة على غرار ما قامت به اتجاه بودرهم وأولاد مكودو...
 


كما أن الدوار لا يتوفر على محل تجاري يلبي كافة حاجيات وطلبات السكان التي تتم في معظمها من أولاد مكودو أو من المنزل ...

وللحديث بقية ان شاء الله.

تعليقات