القائمة الرئيسية

الصفحات

لوحات من دوار: كُشِّينة أمي - ذ. إدريس كيروج

 

لوحات من دوار - سلسلة مقالات للأستاذ إدريس كيروج

الجزء السادس: كٌشٌِينَةُ أمي


لم تكن لأمي غرفة داخل المنزل كمطبخ تقيها قر الشتاء و حر الصيف. 

لم تكن "كُشٌِينَةَ أمي أو "كانون"أمي مجهزة بحوض لغسل ألأواني و خزانات خشبية أو زجاجية برفوفها و آلات كهربائية و كوانين غازية أو صفائح كهربائية أو فرن كهربائي تقي وجهها من الشرارات المحرقة المتطايرة من الفحم و العيدان المشتعلة .و يريح عينيها رئتيها من وخز و اختناق دخان الحطب و روث البقر اليابس من الفجر الى العشاء. و لا حنفية في الحائط تعفيها من جلب الماء من المنبع البعيد أو من صهاريج حديدية أو الخابية حتى اثناء تهاطل الغيث .و لا مصباح كهربائي يضيئ لها المكان.

لم تكن فيه أدوات من الألومنيوم أو الفولاد أو الستنليس (inox) أو معدنية و بلاستيكية أو قناطير من السيراميك على شكل صحون و أكواب و أكواز و "ازلايف" و سلطانيات (او حسائيات soupière) بكل الأشكال و الأحجام و مئات الفناجين و مئات السكاكين و الملاعق و الشوكات و عشرات طناجر الضغط التي تملأ خزانات منازلنا و لا نستعمل منها إلا القليل أو نستعمل اجودها عند حضور الضيوف. 

كانت "كشينة" أمي خارج البيت أو في كوخ من حجر و أعشاب و جدوع الأشجار .

كان كانون أو كشينة أو مطبخ أمي يحتوي على طاجين من طين لطبخ الخضر واللحوم و قدرة من طين أو "برمة" من الحديد أو النحاس لطبخ القطاني كالبصارة (هريس الفول أو الجلبانة) و المنكُوب (الفول المدمس) و العدس و الحمص و الحريرة و "التشيشا" أو "الدشيشة"(خليط سميدة الشعير و الحليب) و "لمحمصة" و خليط الخضر و اللحوم الخاص بِالطْعَام (الكسكس) و لُغلال (الحلزون)، و كسكاس من طين يوضع فوقها و يٌحْزَمُ بِ"لَقْفَالْ"(شريط من الثوب يذهن عادة بعجين الدقيق لغلق الفجوات بين الكسكاس و القدرة حتى يصعد ضغط البخار الى الكسكاس لطهي حبات الكسكس و يقال: "والله أو ما قفلت لا فورت" و تستعمل كذلك لطبخ اللبن الحامض لإستخراج "لكليلة"( جبن اللبن الخاثر) .و فَرٌَاح مستدير من طين لطبخ خبز المطلوع و بوشيار (البطبوط) و "لقرايس" (البغرير) و"المَلْوِي" و "الرغايف" و خبز الدرة و الشعير. و "الحرشا" (خبز سميدة القمح الصلب) و شواء السردين بعد تمريغه في الدقيق قبل قليه. و فرن صغير مقبب من طين لطهي خبز "لَكْرُون" و قصعة من الخشب أو الطين للعجين و تستعمل كذلك كصحن لتناول "بركوكس" أو "الطعام أو اللبن" و الكسكسو و "الدلٌَاح" (البطيخ الأحمر) والبتيخ (الشمام). 
 
و مجمر من الفخار أو من التراب ( الجوالة) للشواء أو لغلي الماء أو "تشحير" براد الشاي.و غربال لعزل النخالة الغليضة من الدقيق. و "اشْطَاطٌُو" للحصول على الدقيق اللين (force) و "الكَلاٌَس" أو بوصيار للحصول على السميدة من دقيق القمح الصلب .و طبق من ألياف الدوم أو الحلفاء لتنقية الحبوب من الحصى و الأعشاب. و رحى يدوية لطحن الحبوب. و أكياس من الجلد (لَمْزَاوَدْ) و الثوب لتخزين الدقيق. و ملاعق من خشب و أكبرها "المٌغْرَفْ" لإفراغ الطبيخ في"لغطر"(صحن من الفخار أو القصدير مغلف بطبقة بيضاء من"لودع") و مقلاة من الألمنيوم لقلي بعض الخضر و السفنج و السردين و طهي طبق "البيض أو ماطيشا" (البندورة ) و "المعقودة بالبيض و الزبدة أو زيت الزيتون .و كانون على الأرض لإشعال الحطب للطبخ و تحيط به "لمناصب": (ثلاث صخرات للإحتفاظ على توازن إناء الطبخ و بُعْدِهِ على لهب النار و الجمر و قد تكون من ثلاثة قضبان من حديد توضع على شكل هرم فوق الكانون تعلق به أواني غلي الماء )، و "غلاي" "مقراج" من القصدير سَوٌَدَهُ يحوموم الحطب و يزيد وزنه شهريا بفعل تراكم الصفائح الكلسية بداخله .و سطل من القصدير للماء أو لدر الحليب، و شكوة لمخض الرايب لإستخراج الزبدة و اللبن. و زلافات من الفخار و "قلوشة" السمن (جرة السمن الحار) و قارورة للزيت و قارورات صغيرة للتوابل و علبة من الملون الغذائي الذي لا علاقة له بالزعفران و "مهراز من النحاس ( الهاون و المدقة) أو مهراز خشبي لسحق التوابل و الحناء .و سكين بقبضته الخشبية. و قضبان من أسلاك حديدية لشواء قطع اللحم و بولفاف (الكبد المغلف بشحم المعدة ( اردا) و رزم من الحطب و خابية للماء أو كَربة (قربة من جلد الماعز).

أما أواني الشاي من براد و إبريق و كؤوس و صينية و "الربيعات" د السكر أو ليقاما (النعناع ) أو برميل د أتاي و الزكليزا لتهشيم القالب فمن اختصاص الأب.

جل أواني مطبخ أمي كانت تصنع بقبيلتنا "بني يازغة" : أواني الفخار تصنع بعين بيطا و الأواني الخشبية حسب تخصص الدواوير.

تعليقات