القائمة الرئيسية

الصفحات

بنو يازغة: ماطة أو عروس المطر - أحمد المباركي

 


أحمد المباركي - بني يازغة

 لقد كانت مختلف شعوب العالم قديما وحديثا تقيم وتنظم طقوسا، لطلب الغيث عند انحباس المطر، حيث تصبح المزروعات مهددة بالجفاف ، و قبيلة بني يازغة بدواويرها هي الأخرى كانت تنظم بعض الطقوس طلبا للمطر لعل أبرزها «ماطة» ،  ماطة :  عبارة عن عروس خرافي من خشب اوقماش يلف بقطع من الثوب حتى يصبح  على شكل عروس ،تربط على قصبة طويلة حتى تعلو فوق الجميع،. تلك العروس تحمل من طرف طفل صغير يتقدم أطفال الدوار هو والمحاضرية ( أي أطفال المسيد ) ذلك الجمع يطوف على جميع بيوت الدوار، حيث ترش العروس وحتى الأطفال بالماء ، كفأل وربما كبشرى لسقوط المطر، كما كان يحصل الأطفال من كل بيت على شيئ من الحبوب غالبا كان شعيرا (السبب معروف)، أو السكر أو البيض وحتى النقود،  وفي طريقهم وسعيهم بين منازل الدوار كان الأطفال يرددون ترانيم وأهازيج تعبر عن وضعية المزروعات الحرجة والحاجة الملحة للمطر أي الشتاء بالمعنى اليازغي، ومنها:

ماطا يا ماطا الشعير بالشواطة 

فويلة عطشانة  سقيها يا مولانا 

الزرع يبس ورقو  سقيه يا لي خلقو

نقطة كبيرة يا الله تسقي مطيرة ياالله 

 ماكان يتم جمعه من طرف الأطفال كان يوضع أمانة عن إحدى نسوة الدوار المشهود لها بالأمانة والتطوع الدائم لخدمة الدوار ولم يكن أي دوار يخلو من هؤلاء النسوة اللواتي كن دوما رهن الاشارة لتقديم خدماتهن لناس الدوار وفي كل المناسبات،. كان يتم تحديد موعد لتنظيم ما يسمى ب«الصدقة» اعتمادا على ما تم جمعه والذي كان يتعامل معه بطريقتين:

  •  الاولى : بيع المتحصل عليه باسثثناء الشعير الذي تتم «بلبلته» (البلبول) في الرحى التقليدية من طرف بعض نساء الدوار ، حيث يتم طبخ البلبول والفول وتقديمه كوجبة للغذاء يوم الصدقة ، أما النقوذ فيتم بها شراء حلويات توزع على الأطفال وأحيانا شاي وسكر (والباقي معروف).
  • الثانية : في السنين الاخيرة لاقامة طقس ماطة حيث كان يتم بيع كل ما تم جمعه لشراء ما يلزم لتهيئء  وجبة غذاء يكون الكسكس وجبتها الرئيسية إن لم أقل الواحدة تلك الصدقة كانت  تقام في بيت إحدى المتطوعات من نساء الدوارأو في غرفة من غرف المسجد أو فنائه إن كان ذلك ممكنا .  
  اليوم أصبحت من الماضي ، ورغم ما قد يقال عنها من وجهة نظر الدين فإنها كانت شكلا من أشكال التضامن والتآزر  والتلاحم داخل الدوار  إلى جانب الأشكال الأخرى والتي لم يبق منها إلا الاسم، وشكلا لزرع الفرحة والسرور بين اطفال الدوار.
«فاللهم اسقنا غيثا نافعا ولا تجعلنا من القانطين»

تعليقات