القائمة الرئيسية

الصفحات

قصيدة إله عظيم لخالد لهويتي

قصيدة إله عظيم لخالد لهويتي

إله عظيم


هذا أنا
ظل حزين ،
أقف على ناصية العدم
وأقول لكم بلغة تنزف كجنين
أنقذونا ..
أنقذونا من بؤس الكينونة
في هذا الوطن المغدور ،
أنقذونا من ذئاب العصور
من الذنب المخمور
من الحب المسعور أنقذونا
ومن آلاف الوجوه التي تكرس فينا أزمة الموت
موت الشعور

أنقذونا ..
من الإنكسار
من لعنة الشعر أنقذونا
من حبل المشنقة المتدلي في دواخلنا
ومن لذة الإنتحار ،
من الأبراج العاجية العالية المهددة بالسقوط على نهد العالم
من الزحف المهول القادم
ومن حتمية الإنفجار ،
من حزن الكمنجات في الخريف البعيد
من صهيل الجرح الوحيد
ومن قتامة الإنتظار

أنقذونا ..
من عطش البحر
وريح المطر ،
من بطش الحجر
وعواء الشجر ،
من الأكوان المخيفة الآتية إلينا أنقذونا
من جهنمية الشمس
والقمر الأحمر

أنقذونا من البداية
من صراخ الرعد
من أفواه البنادق
من كثرة الطوائف
من الدم المراق علنا أنقذونا
من طقوس الموت
وناقوس النهاية

أنقذونا ..
فالقمر الأبيض ما عاد يطلع في الصدور
ولا عشب الغابات
ولا نشيد الحياة
ولا عبير الزهور ،
أنقذونا ..
فهل تستطيعون ؟
هل أجد فيكم
من يستطيع أن يلثم عيون الموت
كي تُحس الأرواح الحاضرة بالحبور ؟
هل أجد فيكم
من يستطيع الغناء للموتى
ويبعثهم من القبور ؟
هل أجد فيكم
من يستطيع أن يسحب الأبدية إلى هنا
ويعيد هذا الكون إلى هناك
كي يسهل علينا طريق العبور ؟
أقول لا أحد منكم ،

أنقذونا
لا تنقذونا
أنا أقول لا أحد منكم
لا تنقذونا ،
فأنتم لا تستطيعون
لا تستطيعون
فلستم آلهة ،
تهابون كل شيء
الكون
الموت
والجحيم ،
لأن من بيده
الكون
والموت
والجحيم
إله عظيم


ل | خالد لهويتي