القائمة الرئيسية

الصفحات

قصيدة ”عجب الدنيا“ (بالفصحى) - حميد البقال

قصيدة ”عجب الدنيا“ (بالفصحى) - حميد البقال

عُجْبُ الدُّنْيَا
عَجِبَتْ لَنا الدّنيا نَرُدّ بِصائِبِ       لِمَزَلّةٍ نَبْغِي مَصادِقَ كاذِبِ
وَالصِّدْقُ مِن شِيَمِ الرّجالِ تَجِدْنَه ُ      حَرَجاً على خِلٍّ يُريدُ بِصَاحِبِ
مَا النّاسُ إلاّ ناضِرَانِ بِوَاحِــدٍ       وَجْهَيْ لِنَقْدٍ باعَدَتْ بِتَقَارُبِ
هُوَ مُحْسِنٌ بالخَيْرِ يَرْفَعُ قَدْرَهُ       أَوْ قَاصِدٌ بالظّلْمِ بَتْرَ سَبَائِبِ
مَا الدّهْرُ وَالأيَّامُ إلاّ ساعَــــــــةً       تاتيك بَعْدَ السّرِّ حَفْشَ نَوَائِبِ
لا تَدَّعِي فَخْرًا عَلَيْكَ بمِنْحَــةٍ        أعْطَيْتَهَا مَنّاً تَجُودُ بِوَاجِبِ
لا تَسْألِ الجَوْعَى وَإنْ شَبِعُوا مَدًى       في أرْبَعِينَ مِنَ السِّنِينِ عَوَاقِبِ
وَخُذِ العَطِيَّةَ مِنْ يَدِ الشَّبْعَى وَإنْ       ضَاقَتْ عَلَيْهمْ أرْبَعِينَ دَوَائِبِ
وَاتَّبِعْ سَبيلَ الرُّشْدِ وَادْعُ مَخَافَةً       مِنْ أنْ يُعَذّبْكَ الإلَهُ بنَاصِــبِ
مِمّا طَوَى صَدْرٌ وَمَا جَرَحَتْ يَــدٌ       بَعْدَ المَمَاتِ تَجدْهُ نَشْرَةَ كَاتِبِ
مَهْمَا مُهِلْتَ فَإنّ حُكْمَهُ وَاصِــــلٌ       لَيْسَ الّذِي يَطْغَى عَلَيْهِ بِعَازِبِ
لَكِنّ إمْهَالَ الطّغَاةِ لِحِكْمَــــــــةٍ       جَادَتْ بهَا ذَاتُ الجَلِيلِ لِتائِبِ
مَنْ لَمْ يَجِدْ وُدّا بدَاِر قرَابَـــــــــــةٍ       في غُرْبَةٍ يَأنَسْ سُمُومَ عَقاِربِ
يا صَاحِبَ المَعْروفِ مَا لَكَ مَوْضِعٌ       في أمّةٍ إسْتَبْشَرَتْ بثَعَالِـــــــــبِ
وَلَعَلّ مَنْ تَمْسَحْ برَأسِهِ رَاحِمًا       يُحْكِمْكَ طَعْناً غَادِرًا بمَخَالِبِ
أمّا لِمَنْ قَدْ تَعْفُو بَعْدَ قَرينَــــــــةٍ       يَوْمًا عَلَيْكَ تَجِدْ وَثَاقَهُ شَاجِبِ
وَلِمَنْ طَعِمْتَهُ يَوْمَ كَانَ بحَاجَــةٍ       عِزّا يَزيدُهُ أنْ يَرَاكَ بسَاغِبِ
مَنْ يَفْتَقِدْ خِلاّ يَكُنْ لَهُ فاجِعـــــــــــًـا     بَلْ فاجعُ العِرْضِ اسْتَغَصَّ لِشَاِربِ 
كُلُّ المَظَالِمِ يَسْتَغِيبُ شِهَابُــــــهَا       وَشِهَابُ نُوِر الحَقّ لَيْسَ بِغائِبِ
قَدْ لا أرَى مَا قَدْ جَرَحْتَ بخَلْوَةٍ       واللهُ كَاشِفُ كُلّ خُفْيَة سَاربِ
                                                        
        حميد البقال       

تعليقات