القائمة الرئيسية

الصفحات

ذكرياتي بالسراغنة: مسقط رأسي - وداعا فروة العيد ( البطانة) - ذ. لحسن الدويب

ذكرياتي بالسراغنة: مسقط رأسي - وداعا فروة العيد ( البطانة) لحسن الدويب

هذا يقع بالمنزل-إقليم صفرو، وبجل المدن المغربية
 ذكريات وحزن وأسى

الاثنين 10 ذي الحجة 1437 الموافق لـ 12 شتنبر 2016 

ذكرياتي بالسراغنة: مسقط رأسي - وداعا فروة العيد ( البطانة)


واحر قلباه ممن قلبه شبم ومن بجسمي وحالي عنده سقم
من منا لم يتألم أو بالأحرى لم يسترجع ذكريات من أعمال أمهاتنا رحمة الله عليهن، وأخواتنا الكبيرات، أطال الله في عمرهن، طوال الاسابيع التي تلي يوم عيد الأضحى؟ ومن منا لم يغضب الآن، عندما يرى فروات ( البطاين) خرفان الأضحية، يرمي بها حاليا فوق السيارات المخصصة لنقل الأزبال أو على جنبات الطرق والشوارع تاركة وراءها أوساخا وروائح يشمئز منها المارة؟، رغم أن جميعنا في حاجة ماسة إليها؟

تذكرت أمي وخالتي وعمتي وأختي الكبيرة وجاراتهن القريبات والبعيدات، عندما كن يتوجهن جماعات وفريدات حاملات فرواتهن المبللة بالدماء فوق ظهور حميرهن أو فوق ظهورهن قاصدات ( الزراب ) حوض عين دفالي أو عين مشكر أو عين جنان، وهذه كلها نقط ماء بدوار السراغنة مسقط رأسي، لا لشيء، سوى لغسل بافتخار متباين فروة خروف أضحيتهن بتغيغش وهو نوع طبيعي من النبات يستخدم للغسل، ورشها بشيء من الملح، ثم نشرها في مكان مشمس لمدة يومين أو ثلاثة حتى تجف، ثم يتم تسريحها بفرشة ذات أسنان كبيرة يحتفظن بها طيلة السنة معلقة في سقف البيت، فتذكرت كذلك فصل الشتاء عندما كانت والدتي رحمة الله عليها ترفع ستارة الطارمة، وهي مكان يعلو على سطح البيت بدرج أو درجين، لتخرج من هناك كنزا جمعته سنوات متعددة على مر الأعياد، لتوزعه على كل فرد من أطفالها، وكنا عشرة أفراد، لتقينا شر قساوة البرد الموجعة.

وقفت زوال يوم العيد، بجانب سيارة الأزبال، فخفق قلبي بشدة فكانت رغبتي في البكاء، فتمنيت لو كنت طفلا، أو أن يسقط المطر لأشبع نفسي بكاء حتى لا يلاحظني المارة وكانوا كثر في ذلك اليوم.

خلال السنوات التي مضت كانت الأُضحية نستخدم كاملة بمرور عيد الأضحى، في جميع أنواع الطبخ، فمنها "المشوي والمحمر والمجمر والمفور" عدا جزء صغير يمثل العلامة المُميزة لكبش العيد عن باقي رفاقه من الماشية، الفراء الأبيض الكثيفة.

كان لفروة الخروف الجميله تواجد رائع في ديكور منازلنا
بدءا من صالات الجلوس وسجادة للصلاة حتى ادوات التنظيف
فما رأيكم أخواتي المتتبعات إخواني المتتبعين، في هذه الظاهرة ؟

تعليقات