ذ. عبد الحفيظ مكان.
في مثل هذا اليوم أي عيد المدرسة كان نزلاء الخيرية الإسلامية ببلدية بالمنزل -إقليم صفرو- يلتحقون بمؤسساتهم العمومية بجميع مستوياتها: الابتدائي ، إعدادي، تأهيلي، ليدرسوا بها وهم على الأقل لا يفكرون في السكن والأكل .
لكن الجديد هذه السنة هو تشريد مابين 44 و48 تلميذا أضف إلى ذلك هو تسريح 3 عاملات و 3 عمال- رجال- (الرابع توفي دون أن يتسلم مستحقاته من: تعزية أو تقاعد).
إذا السؤال المحير والمعلق هو ما مصير هؤلاء التلاميذ أين سيسكنون ؟ خاصة بعد الارتفاع الصاروخي الذي عرفته أثمنة الكراء والعقار على إثر بعض الإشاعات ...
من اين لهم مصاريف الكراء و الأكل والملبس ؟ بعد ان كانوا على هدى من الله آمنين في مقر الخيرية الإسلامية أصبحوا بين عشية وضحاها بدون مأوى ؟
من أين سيتأتى لأوليائهم الفقراء المعوزين توفير ثمن الكراء ؟ خاصة هذه السنة التي تتميز بتقارب المناسبات : عطلة صيفية ، دخول مدرسي، وعيد الأضحى !!!!؟؟؟؟ مع العلم أن جلهم إن لم نقل كلهم لا يجدون حتى ما يقتاتون به " اللي لقى لغذا كيتلفلوا لعشا"؟
إن إغلاق باب مقر الخيرية الإسلامية في وجه التلاميذ والموظفين له آثار سلبية على مستويين الأول هو تشجيع الهدر المدرسي ونحن نعرف جميعا ما ينتج عنه وماذا يصنع الشارع بأبنائنا فلذات أكبادنا !!!!!؟؟؟؟ والأسوء من ذلك لاقدر الله الارتماء في أحضان التطرف نظرا لجهلهم ومحدودية مستواهم الثقافي ومعرفتهم بالدين...
وعلى المستوى الثاني هو تشريد العاملات اللواتي كن يعملن بمقر الخيرية الإسلامية ثلاث نساء ما مصيرهن فعوض العمل على خلق المشاريع بالمنطقة تم تشريد النساء ..ماذا نأمل من نساء عاطلات عن العمل ؟ من سيعيلهن هن وأبنائهن ؟ وأنا على يقين أنهن الوحيدات اللواتي يعملن في بيوتهن فيهن الأرملة "الهجالة" والتي زوجها عاطل "شومور" ؟؟؟؟
أما العمال الذكور فمنهم من دخل في دوامة السلف "الكريدي" إلى ان حلت بهم هذه النازلة الفريدة من نوعها والتي لم تحصل في المنطقة منذ ان أنشأت الخيرية الإسلامية بالمنزل.. حيث كان الساهرون عليها يبحثون عن الموارد بشتى الطرق إلى درجة أنهم كانوا يلجؤون لجمع التبرعات من أعيان المنطقة ومن مختلف الشرائح الاجتماعية لأنك بمجرد ما تذكر" الخيرية الإسلامية" لا يتوانى أو يتأخر أي مواطن عن التبرع لو بقدر يسير من المال، أو اللباس ...
لماذا لم يتم التفكير في خلق موارد جديدة وقارة لتوفير الأكل والمبيت للتلاميذ ورواتب للموظين العاملين بالخيرية مع العلم أن المقر يتسع لمشاريع عديدة كناد للموظفين مثلا إسوة بنادي التعليم، أو دكاكين أو....أو
والمشكل الخطير والمأساوي هو عدم توصل العامل المتوفى بستحقاته على حد قول زوجته فقد كان المرحوم "محمد محيمدات" يعمل بالخيرية الإسلامية منذ أكثر من ثلاثين سنة .. وقد توفي ولم يتوصل لا بالتعزية ولا بالتقاعد ..-على حد قول زوجته- مع العلم أنه خلف ابناء أحدهم مصاب بمرض نفسي بحاجة ماسة للعلاج والتتبع اليومي، والزوجة ربة بيت بدون عمل...
فكرت في كتابة هذه الأسطر بمناسبة "عيد المدرسة" وكل عام وأناؤنا وتلاميذتنا بألف ألف خير ...
تعليقات
إرسال تعليق