القائمة الرئيسية

الصفحات

ما لا يعرف عن امغيلة - مقالة من تلاثة أجزاء (الجزء الثالث)

 امغيلة : الارض

بني يازغة - عبد السلام دادون

 امغيلة : الارض

وانت قادم الى امغيلة - على الطريق الوحيد الذي يخترق القرية - يستقبلك اول مدشر من مداشرها المنتشرة على جانبي واد امغيلة المشهور، إنه حي "لحوازة " مصدر مياه واد امغيلة وسبب ازدهارها، ينبع من لحوازة عدد كبير من العيون مكونة الواد الذي تتفرع منه السواقي والتي تهب الحياة للقرية .

ومن العائلات التي استقرت به " أولاد ميمي " الذين قدموا من "بني يوب " دي تامغيلت : لان بني يوب اصلا من قبيلة امغيلة الكبيرة- سيأتي الحذيث عنها في فرصة أخرى- ثم عائلة "اولاد امهاوش" من إمهاوشن سكورة .

فإذا سرت على جانب النهر من جهة الغرب . وجدت مدشر " لسناد" هجره أغلب سكانه او انتقلوا إلى الضفة الأخرى من النهر من العائلات التي استقرت به "أولاد أسطار" " أولاد الشنيف " "أولاد موج".

وعلى بعد امتار، تجد مدشر "اولاد عياد" بعد هجرة جميع السكان ، أصبح هذا الحي خرابا من فرط الإهمال وذلك لتوالي سنوات الجفاف.

وإذا تابعت سيرك وجدت ما يطلق عليه "الخربة "دي بنعروس" سميت بهذا الاسم لان آخر عائلة سكنته هي عائلة عمي بنعروس الله يرحمه . وقد انتقلوا للعيش في دوار "تغروت" بنيازغة رح الله من مات منهم وأطال الله عمر الأحياء. هما في الواقع حصنان -اضن - لمراقبة طريق القوافل.

اما آخر مدشر من مداشر الضفة اليمنى فهو مدشر "إسنسى" ويعني الزرائب : ج. زريبة . معقل الشرفاءالسغروشنيين . والشرفاء البكريين . وهكذا نكون قد وصلنا الي نهر ازلول عالية نهر سبو.

اما اذا عدنا الى مدشر لحوازة وسرنا على الضفة الشرقية لواد امغيلة ، صادفت مدشر "أولاد بوعلي " أقدم سكان امغيلة
حسب الروايات الشفهية لبعض المسنين المرحوم-الطيب دي ابراهم- عن أبيه تسكنه عائلتان : "أولاد بوعلي"- دادون -السكان الاصليون، وعائلة" أولد السطيلي".

-اعليلو- جاؤوا الى امغيلة من تاغيت أوائل القرن العشرين.

على بعد أمتار تجد مدشر "الولاد عربية" جاؤوا من جبالة-دائما حسب الرواية الشفاهية- وهم " عربية" "بوزوف " و"زروق" .
اليه مباشرة تجد حي" الحدادة" وهو بمثابة الحي الصناعي للقرية وقد كن فيه عدد من الحدادة إبان ازدهار القرية حيث كانت تصنع الأدوات التي تحتاجها ساكنة امغيلة او القبائل المجاورة . معاول . سكك . مناجل . صفايح . امواس . مقدات . مزابر الخ ...
اما مدشر "بوزوف" فهو الحي الروحي للمدينة . تتوسطه زاوية الشرفاء الوازانيين . مسجد الخطبة . المسيد قديما ومقر اتباع الطريقة التيجانية.

على بعد امتار من الحدادة تجد "القصبة" وهي قلعة كما يدل عليها اسمها محاطة بالأسوار العالية وليس لها سوى بابان .
اتمنى ان ينتبه إليها المسؤولون .من العائلات التي خرجت من هذه القصبة وسكنت البساتين "العيايشة". اسمهم يدل على نسبهم . "الدواغرة " ثم " أولاد إخلف"او الخلفاويين ولهم علاقة مع الخلفاويين السراغنة.

واخيرا مدشر" تينواربن" ملتقى واد امغيلة بنهر ازلول . لم يبق من سكانه سوى عائلة "ازروال" قدموا الى امغيلة من وراء جبل موسى اوصالح : من زاوية سيدي ابو القاسم ازروال -بركين- . وعائلة "العلاهمي" الاسم يدل القبيلة التي جاؤوا منها : بني اعلاهم.

استسمح يا بني بلدتي إن انا اغفلت مكانا اواسرة لم اشر إليها ما عليكم الا ان تنبهوني. سأكون ممتنا لتصحيح معلوماتي وشكرا .



امغيلة : التاريخ .

لقد عرفت قرية امغيلة أوج تمدنها في أواسط القرن السابع الهجري الثالث عشر ميلادي . وذلك بعد أن استتب الأمر لدولة المرينيين ودخولهم العاصمة مراكش منتصرين على الموحدين .
لماذا ؟

لان قبيلة امغيلة الأم كانت من القبائل الأولى التي ساندت بنومرين في حربهم على الموحدين. . خصوصا وأن قبيلة امغيلة مع قبيلة بني ورناين، وقبيلة مكناسة...تكون مع بني عبد الحق: (بنومرين ) اتحاد قبائل زناتة من أمازيغ الاوراس .

ففي إحدى المعارك ضد الموحدين على مشارف مكناس . انهزم المرينيون وعادوا ادراجهم. ولكنهم خافوا على سكان مدينة
امغيلة : مركز القبيلة والتي كانت متواجدة بين عين الله و نزلة بني عمار على الطريق الرابطة بين فاس وسدي قاسم وهي الآن : جماعة قروية بنفس الإسم .
أقول: خافوا عليهم من إنتقام الموحدين فقاموا بترحيلهم إلى منطقة آمنة.
فكانت أول هجرة جماعية الى قرية امغيلة بني يازغة التي نتحدث عنها الآن. 

ولما صارت مدينة فاس عاصمة لبني مريين أصبحت قرية امغيلة تتمتع بقسط كبير من النمو والازدهار لكونها جاءت على الطريق الرابط بين فاس وفيكيك.

فشيدوا القلاع لحراسة طرق القوافل التجارية وبنوا القصبات لاواء الجنود وحماية الساكنة .
فتوالت بعد ذلك الهجرات إلى قرية امغيلة لما كان لها من موقع ستراتجي . مراقبة طريق القوافل وتتبع اخشاب الأرز التي كانت تنقل عبر نهر ازلول ثم سبو لاستعمالها في الحاضرة فاس لبناء القصور والمساجد والمدارس. 

وكذلك لحدائقها الغناء وحقولها الوارفة وكثرة مياهها مع وجود غابات توفر الحطب للساكنة .
فما زال السكان يتحدثون عن خراب بني مرين وقبورهم- مقبرة سدي بونوار التي تتعدى مساحتها الهيكتاران . وسوق اجوشن الأسبوعي يلتقي فيه امغيلة مع سكان القبائل المجاورة .

بقيت هذه حال قرية امغيلة تلعب دورا مهما في المنطقة طوال عهد المرينيين ولو ان هذا الدور تراجع شيئا ما مع مجيئ السعديين والوطاسيين إلا أن امغيلة عادت إلى اشعاعها مع قدوم العلويين في عهد المولى إسماعيل وخصوصا بعد تعيين قائده علي بن يشو
على بني يازغة . وهو الذي رمم القنطرة القديمة على نهر ازلول وأضاف قصبة وقلعة يطلق عليها اسمه .وذلك لمراقبة طريق القوافل التي تربط بين مكناس وفيكيك عبر صفرو ولبهاليل . كما انتقل السوق الأسبوعي الى مكان اخر قرب القنطرة التي لازالت أثارها الى يومنا هذا. 

بقي هذا السوق يقوم بدوره على اكمل وجه كل يوم أحد فيتقاطر عليه زيادة على ساكنة امغيلة . بني اعلاهم . وبني زهنة . ايت سغروشن . ثم اغزران فيما بعد عندما استوطنوا المكان الذي هم فيه الان .

لكن للاسف الشديد : مع مجيئ عهد السيبة ، وانعدام الأمن قلل من أهمية الدور الذي كانت تلعبه امغيلة في المنطقة فتحصن السكان داخل قصباتهم وقلعاتهم.

لكن الدورالاقتصدي بقي على حاله حتى دخول الاستعمار الفرنسي سنة 1923م.
في نفس السنة حل مع دخول الاستعمار الفرنسي وباء الجذري الذي حصد اغلب ساكنة امغيلة. ومنهم جدي رحمة الله عليه كما أصيب والدي بالوباء وعمره ست سنوات لكنه نجا بقدرة قادر . وبقي يحمل بقع الوباء على جلده الى ان توفي رحمه الله. نعم إن رمز الاستعمار الفرنسي بالنسبة ل امغيلة وللمغرب هو ( الوباء) رحم الله شهداء المقاومة وشهداء الوباء .

اذا بقدوم الوباءين تراجع دور" مدينة " امغيلة: ومدينة بين قوسين الى ان يثبت العكس . نعم تراجع دور امغيلة في المنطقة .
فبعدما كانت طريقا رئيسيا للعبور نحو بني علاهم. بني زهنة . مرموشة.وجبال بويبلان . وبوناصر. وما وراء جبال الأطلس المتوسط. تغير الحال وأقام الفرنسيون طريقا على محور المنزل- اهرمومو فأصبحت امغيلة معزولة ليس عن المنطقة فحسب ولكن عن المغرب كله .

لقد تطوع أهلها مشكورين وفتحوا حوالي سنة 1965 ن طريقا تربط القرية ب اهرمومو .
ومما زاد امغيلة تهميشا بعد الاستقلال هو التقسيم الاداري للتعاملات والأقاليم.
وذلك عندما اصبحت امغيلة آخر نقطة تابعة لعمالة لاقليم فاس وحدا مع اقليم تازة . فزادها ذلك تهميشا واهمالا . انه : (الوباء الثالث).

قاوم سكان قريتي جميع هذه الكوارث وهذه الاوبئة .لكن السنوات العجاف كانت عليهم أشد وطءا و.... فبدأت الهجرة العكسية ولازالت الى المدن المغربية الأخرى خصوصا المنزل صفرو فاس. وليست هناك مدينة في المغرب وليست فيها عائلات من امغيلة.
هذا هم قريتي حملته طويلا لوحدي. اردت من احبائي ان يشاطروني حمله .
فلا تشمتوا . 

انا مستعد للجواب عن كل أسئلتكم . فلا تترددوا . لأني اقدر جيدا الأمانة التاريخية . وشكرا على تحمل اسلوبي الرديء . لان المعلومة اهم .

تعليقات