القائمة الرئيسية

الصفحات

قرقوزة أو قزقوزة ... عندما يفيض الخير و تعم البركة - محمد ارطيلي

قرقوزة أو قزقوزة ... عندما يفيض الخير و تعم البركة  محمد ارطيلي
قرقوزة أو قزقوزة ... عندما يفيض الخير و تعم البركة - محمد ارطيلي

(زمان كانت النية والصفا كانت البركة فكولشي وخى داكشي قليل، والعمل الصالح مشى مع الجدود رحمة الله عليهم كانوا متاقين الله، وكايصليو ويعطيو حق الله من زكاة وصدقة، داخلين سوق راسم ما يحسدو ما يحقدو حد كانت الاعمال كلها بالنية..).

للوهلة الاولى عند سماعنا مفردة ”قرقوزة“ يتبادر إلى ذهننا البركة واليمن والزيادة فالرزق.. ومفردة قرقوزة عندنا نحن التاغروتيين وفي مناطق مجاورة يقولون قزقوزة.

اسمحولي للوقوف عند هذه الكلمة وتوضيحها بعض الشيء مع الدليل القاطع ان شاء اللّٰه.

كلمة (قرقوزة) قمت بالبحث عن ماهيتها و لم أجدها في المعجم العربي ولم أتوصل إلى حل مقنع كل ما وجدت ( كركوزة تعني بالبرتغالية الدمية fantoche... وهناك منطقة توجد ببلد ليبيا تسمى قرقوزة قريبة لمدينة معمورة..) وقد سألت والدتي وبعض الأشخاص عن أصل ومعنى لفظ قرقوزة لكن لا أحد أعطاني الجواب جلّ جوابهم كان كالتالي: (كانقولو ناضتلو قرقوزة فالشعير أو فالنقير د الزيت أو فالفلوس أو الوليدات...الخ)، وهذا يدلّ على أن قرقوزة مجرد لفظ واسم أطلق على الرزق الوفي والكثير، لمن أكرمه الله في الدنيا.

يقول اللّٰه عزّ وجلّ في محكم آياته : (ويرزق من يشاء بغير حساب) صدق الله العظيم.. وفي حديث لحبيبه المصطفى صلوات الله عليه : (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى).

أولا القلة القليلة من الناس من كانت تحصل لهم البركة واليمن في رزقهم كيفما كان، وهذه الفئة تكون طائعة لأوامر الله مجتنبة نواهيه وتكون جميع أعمالهم بنية خالصة، عن حديث ابي هريرة : "إن الله لا ينظر الى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم" فلكي تحصل البركة ويمن الله برزقه على عباده، كانو يتعمدون ذلك اي يرجون الله ليبارك في متاعهم ويتوكلون على الله، بحيث كانوا يتوخون الحذر عند جمع المحصول والغلة، لا يتكلمون بين بعضهم إلا بالإشارة، ويذكرون الله،لا غيبة ولا نميمة ولا غضب ولا قلق ولا كلام فاحش ولا يحضر الشيطان مكان العمل، ف”قرقوزة“ تستلزم إبعاد هذه الأفعال السيئة لنيل البركة من الله.. وما تنقطع وتحبس البركة إلا عند همهمة أحدهم بسوء، أو مرور شخص ما بالقرب منهم ونطقه بالكلام أو ضحك أو قهقهة أو سخرية... الخ من الأسباب التي توقف البركة ويكون بطبيعة الحال الشيطان هو المحور الأساسي.

سأسرد لكم قصة واقعية (وقعت لجد أمي) من حكي والدتي لي،اللهم احفظها وأطل في عمرها يا كريم وارحم والدي كما ربياني صغيرا:

كان حنيني الله يرحمو ناضتلو قرقوزة فالنادر، كان درس الدّرسة د القمح ودرّى من مور العصر وماعبروش ديك السّاع، وما عبرو حتى نعسو الناس حتى من التناش د الليل الفوق،ياو بداو كايعبرو... مندي بداو كايعبرو من التناش د الليل حتى الفجر، ربي جعل بركتو فالقمح كايعمرو وينقلو فالزنابل هدي شحال كانو كاينقلو الحبوب فالزنابل والحجم والكمية د القمح كيبقى هو هو، مكاينقصش حتى ما صابوشي فاين يعملو القمح فالدار، وهي تنوض يمّاه دي محمد اوعبد الجليل (الدّمرانية مازلت أثبت عليها) الله يرحما ويوسع عليها كاتصلي الفجر وطلّت من الشكل دي بيتا وقالتلم : وشنهاد الخسارة الليل كلو بايتين البغال كايدردگولي تحت راسي وباقين ما سالاو..

وهو ربي كايرفد متاعو صافي تنزعت البركة وترفعت وبنادم دي كايكون كايبلغ للدار مايهضرش.

-هاد قرقوزة مبقاتش دبا ايمّا كاتوقع..؟
-لياه دبا بقات شي نية؟دبا كايطرطقوه فالمواكن دغيا ويجمعوه ويخزنوه والفلوس غير كايجمعو وينزلو حداهم..هذي شحال كانت الغفلة كانت النية ابني.