القائمة الرئيسية

الصفحات

موطن الوحدة و الثبات - خالد لهويتي

Khalid lahouiti

【موطن الوحدة والثبات】

「١」
كل الذين أعرفهم
وضبوا أمتعتهم
وحملوا الحقائب
ثم سافروا ،
إلاَّي أنا . .
تشدني الأرض هنا إليها
كلما حاولت الانعتاق
وتصيرني تمثالا منتصبا
يهب نفسه للعصافير العابرة

「٢」
وحيدٌ جدا أنا هنا
وفي وِحدتي 
ترقص الروح 
على أهازيج الصمت ،
فيأكلني الحرف حينا
من الداخل كدودة فرعونية 
أو يكتبني أحيانا كثر
ولا أحرف القصيدة 

「٣」
وحيدٌ يحاصرني ظلي الطويل 
يحاصرني فجرا 
حصار المستعمِر للمستعمَر
ويقول لي : 
أيها الوحيد أنا لست ظلك ،
فالله وراء هذا الجبل 
والنجوم عيناهُ ترعاك

「٤」
وحيدٌ وعيناي مذبوحتان 
من الرمش إلى الرمش ،
يرقص سرب السنونو فيهما
على حافة الجرح ،
الرعد ها هنا والبرق 
وهناك كل الزنابق
قد خانها المطر 

「٥」
وحيدٌ وبصدري شريان أخضر واضح
كنهر في غابة الأمازون
وقلبي مقبرة قد عتمها 
شجر غريب متزاحم ،
ألفت لغة التضداد 
وجسدي واحد ،
شرياني الأخضر 
نوتة منفلتة من عيون ناي الحياة
وقلبي المتفحم 
أنشودة يرددها صدى الموت

「٦」
وحيدٌ وبداخلي طفل عارٍ ينتحب 
آخر رواق كنيسة مهجورة
وعصفور بلا لون يحاكيه لحنا
فوق شجرة بلوط منسية ،
الطفل لقيط الأحبة 
والعصفور تاه عن سرب
كان متجها نحو الشمال

「٧」
وحيدٌ أريد السفر كمثلهم
لكن إلى أين ؟ 
إلى أقصى المدى ،
كطائر أصيب بلعنة التحليق
لا يعرف في الأرض مستقرا 
ولا مُقاما ،
فأقرأ لكافكا سطورا عن المسخ
أو لديستوفسكي عن الإخوة كارامازوف
وأستمع لأغنية مخطوفة النوتات 
وأموت ذات مساءٍ
تحت سنديانة عجوز فقدت ظلها 


#خالد_لهويتي

تعليقات