القائمة الرئيسية

الصفحات

هؤلاء علماء كبار أنجبتهم قبيلة بني يزغة

رشيد ملاحي  
   
تقع مدينة المنزل وهي تجمع سكاني قديم على بعد 30 كيلو متر عن مدينة صفرو وحوالي 17 كيلو متر عن مدينة رباط الخير (أهرمومو) وتعتبر  عاصمة لقبيلة بني يزغة التي تضم كل من أولاد مكودو وعين تمكناي وا مطرناغة ويعتقد ان بني يزغة قد تاسست عام 200هجرية حسب بعض المؤرخين.

وقد ذكر في كتب التاريخ كلمة فندلاوة وفندلاوة هي منطقة القلعة المتواجدة بمدينة المنزل وقد  كانت عبارة عن قلعة حصينة قامت بادوار كبيرة في القرون التي تلت فتحها قبل ان تتعرض للهدم على يد المرابطين ثم عادت للظهور زمن المرينين حين خرج بها على السلطان  ابي يوسف يعقوب بن عبد الحق المريني او ابنه يوسف ابي يعقوب سنة 685  هجرية كان لها دور كبير في انجاب العديد من  فطاحل العلماء نذكر منهم:

ابن الياسمين  الرياضي والشاعر: هو أبو محمد بن محمد بن حجاج المعروف بابن الياسمين  وأصله من بني حجاج الدين كانو يقطنون بفندلاوة وهي قلعة أولاد امحمد حاليا (توجد بمدينة المنزل ). والياسمين اسم أمه نسب إليها وكانت سوداء . نسبه من البربر ،أخد العلم عن أبيه عبد الله قاسم علم الحساب والعدد ، درس فنون العلم باشبيلية ،وكان أول تعلقه بالفقه والتوثيق حتى صار من أعلام العارفين بالوثيقة ثم اشتعل بالنظم والنثر وفنون الآداب.كما أبدع في علوم المنطق والتنجيم  والشعر عاش ابن الياسمين في مدينة فاس وكان من المقربين من يعقوب المنصور الموحدي ثم من ولده محمد الناصر من بعده وقد نال منزلة في عهدهما .

ويعتبر كتابه الأرجوزة من الكتب العلمية المفيدة والمهمة إذ نجد خلاصة كثير من القوانين والمعادلات الحديثة التي تتضمنها كتب الجبر.لقد شاعت أرجوزة ابن الياسمين بين القراء لسهولتها ودقة عباراتها وقد عدها مؤرخو  العلوم والعلماء  الرياضيون الغربيون والعرب  من الكتب الأصول في الرياضيات . توفي ابن الياسمين  رحمه الله ذبيحا بداره بمراكش سنة 601  هجرية موافق 1204 ميلادية .

أبي الحجاج يوسف بن دوناس الفندلاوي الفقيه المالكي :هو حجة الدين ابو الحجاج وأبو يعقوب يوسف بن دوناس الفندلاوي المغربي المالكي ازداد بفندلاوة أي القلعة و(يعتقد قلعة اولاد امحمد المتواجدة بمدينة المنزل حاليا ).ارتحل الى الحج في أوائل العشر الثانية من القرن السادس الهجري وطلب العلم هناك ، وأثناء عودته اختار المقام بالشام ولقي بها عناية وتكريما واختير شيخا للمالكية بدمشق ،وتبوأ منصب تدريس المذهب بالزاوية المالكية بالجامع الأموي وبالمدرسة الصلاحية وحدث هناك بالموطأ والتلخيص للقابسي ، عقدَ مجالس الذكر، والوعظ، والدعوة إلى الله في بيته وخارجه، وقد كان يحضر مجالس تدريسه أكابر العلماء، أمثال: الحافظ أبو القاسم بن عساكر، ومفتي الشام أبو الحسن علي بن مسلم الشافعي، وغيرهما، وكان في دروسه ـ كما قال اليافعي ـ حَسنَ المفاكهة، لذيذ المجالسة، حُلو المحاضرة، طويل المناظرة، شديد التعصب لأهل السنة، كريمَ النفس، مُطّرحاً للتكلف، قوي القلب.

وعندما تعرض مدينة دمشق عام 543هـ / 1147م للغزو الصليبي  بقيادة ملك الالمان كنراد الثالث خرج سكان هده المدينة للدفاع عنها وعن عقيدتهم وقد كان من بينهم  الفقيه المغربي حجة الإسلام أبو الحجاج يوسف بن دوناس الفندلاوي المالكي ، وكان الشيخ الفندلاوي كبيرا في السن  زاهدا عابدا – خرج راجلا ، فرأه معين الدين – حاكم دمشق – فقصده وسلم عليه وقال له : يا شيخ ، أنت معذور ، ونحن نكفيك ، وليس بك قوة على القتال ، فقال : قد بعت واشترى ، فلا نقيله ولانستقيله . يعني قول الله تعالى : إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ( التوبة ، آية : 111 ) وتقدم فقاتل الفرنج حتى قتل رحمه الله شهيدا.بعد قتال واستبسال سنة 543ه موافق1147م.

ويعد كتابه تهذيب المسالك في نصرة  مذهب الامام مالك على منهج العدل والإنصاف في شرح مسائل الخلاف  من أهم الكتب التي المؤلفة في الفقه نظر لقدرته العلمية العالية أهلته لتأليف في الخلاف العالي الذي لا يقدم على التأليف فيه إلا أكابر العلماء وجهابذتهم، بل وإلى وضع منهج متفرد فيه، لم يسبق إليه، كما أشار إلى ذلك في مقدمة كتابه.وكدا في وقوفه الصلب في وجه الباطنية المخربين، المدعين اختصاص أئمتهم بدرك أسرار الدين، ودحض مزاعمهم، وكشف أباطيلهم، وتحذير الناس من موالاتهم، وإصداره فتوى خاصة بهم.

وإلى جانب إبن الياسمين والبن دوناس فقد أنجبت بني يزغة العديد من فطاحل العلماء ندكر منهم على سبيل المثال :

أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الكريم الفندلاوي المعروف بالكتاني المتكلم الأصولي الأديب الزاهد الورع المتوفي سنة 596هجرية .

والفقيه المجتهد الإمام المفتي عيسى بن معنصر بن ابراهيم ابن دوناس المومناني الذي كان القاضي عياض اذا نقل مسئلة قال : قال عيسى المومناني فقيه فاس.

وابنه الأمام الفقيه المدرس القاضي أبو عبد الله محمد بن عيسى بن معنصر المومناني الذي ولي القضاء قرطبة للموحدين ,وتوفي مقتولا بمراكش سنة 639 هجرية .من قبل الرشيد الموحدي لموقف وقفه لم يرضه .

والفقيه الخطيب بجامع الأندلس ثم جامع القرويين بفاس يوسف الفندلاوي الشهير بالمكناسي المتوفى سنة 910 هجرية .

لقد حاولنا من خلال هده الورقة التعريفية ببعض العلماء الكبار التي أنجبتهم قبيلة بني يزغة عامة وفندلاوة خاصة (القلعة) تذكير قراءنا الأعزاء بأصول هؤلاء العلماء  الذي دعا صيتهم في سائر أنحاء المغرب والمشرق والدعوة الى الاهتمام بأعمالهم الخالدة…